لا علاقة للشعر بالأخلاق، ولا بالأعراق، ولا بالسياسة. للشعر قواعده الخاصة التي لا تأخذ بعين الاعتبار الا الشعر. هذا ما كان موقف القاضي الجرجاني في كتابه" الوساطة بين المتنبي وخصومه". لو كانت الأخلاق، او السلوك، او المعتقد ، أو الكفر أو الإيمان هي المعيار لما احتفظ لنا تراثنا بديوان أبي نوّاس مثلا ولا بكثير ممّن قتلوا بتهمة الزندقة كبشّار بن برد. انظرْ الى الشعر من حيث هو شعر. وسعيد عقل من هذا المنطلق شاعر كبير لا يشقّ له غبار. مواقفه السياسية غبار، دعوته الى الكتابة بالحرف اللبناني غبار. ولكن لا ينكر إلاّ غِمْرٌ غرير متطفّل على الشعر ولغة الشعر مكانته الشعرية السامقة. انه ابتكر جملته الشعرية، وطلّته االشعرية المميزة. وهو ابتكار يظهر انه " ابن كار" شعري عتيق وعريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق