الخميس، 2 أبريل 2015

مثلّث لغوي

الإنسان العربيّ، اليوم، يعيش شاء أم أبى في مثلث لغويّ، هو: العامية، الأجنبية، الفصحى، بنسب متفاوتة. ولا يمكن لأيّ كان أن يخرج من هذا المثلّث حتّى ولو قرّر أن يعيش حياة امرىء القيس. والمثلث له اضلاع ليست متساوية، حكما،في عالم اللغات. ولكلّ لغة مثلّثها الخاص. فالضلع بين الفصحى والعامية يختلف طولا بين لغة واخرى، فهو في العربية أبين ممّا هو في الفرنسية مثلا. ولا تفلت لغة مهما قويت واستقلت من اللجوء الى كلمات دخيلة. الأصيل والدخيل متلازمان في كل لغة، وخصوصا اللغة التي تتمتّع بالعمر الطويل. في الانكليزية دخيل، كما في الايطالية، وكما في العربية. يشترط تنشيط العربية الفصحى العمل على كلّ اضلاع المثلّث وليس على ضلع واحد. إهمال العامية يسبّب فقر دم الفصحى! إهمال الدخيل يسبب فقر دم لغويّ أيضا! والتركيز فقط على الفصحى يشلّ حركتها في ميدان هذا المثلّث الحيويّ والمتحرّك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق