الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

حرف الثاء

اللسان الحذر
في العربية بعض الأصوات يتطلب النطق بها وضع طرف #اللسان بين #الأسنان، كالثاء.
ماذا يفعل اللسان في هذه الحالة؟
هل يترك طرفه عرضة للعضّ ؟
وكيف يأمن مكر الأسنان ؟
وهو حرف حذر .
لم يطاوعه قلبه الثائيّ أن يستسلم للقدر المسنون .
والأصوات كرّ وفرّ!
لقد تراجع اللسان إلى الخلف وفضّل أن تتشوه صورته على أن تتشوه خلقته، وتحمّل لذلك انفصام شخصه الكريم، فصار حرفين، صار #تاء! وصار سينا!
فثلاثة في بعض اللهجات " تلاتي"، طارت نقطة من نقاط #الثاء الثلاث. وصار في أماكن أخرى سيناً كما نسمعه في أفواه كثيرة.
قبل أن يتخلى عن شخصيته المنطوقة ولكن تشبّث بشكله المكتوب .
#المكتوب رأسه يابس أكثر من #المنطوق!
ولكن هناك من يربكه صوته فيكتب كما تخرج الكلمات من بين شفتيه.
وهذا ما يجعلنا نقرأ أحيانا كلمات ثائية وكأنّها كلمات سينية.
وما يعزّي حرف الثاء هو وجود أصحاب له في أبجدية العرب تعاني معاناته، فالذال حرف يزال لصالح الدال أحيانا، ولصالح حرف #الزاي أحيانا أخرى، والضاد مفخرة العربية يتلاشى أحيانا تحت ضربات #الدال أو تحت ضربات #الظاء ، والظاء أيضا حرف يداعبه حرف #الطاء الذي يقف له بالمرصاد.
وهكذا نرى على هامش الأبجدية الفصحى أبجديات عامية كثيرة يختلف في كثير أو قليل عن الأبجدية الفصحى التي تهبّ عليها رياح اللهجات من جهات الأطلس اللغويّ.
ومن يتصفح كتب " #الإبدال" أي كتب تحوّلات الأصوات والحروف يكتشف هشاشة الأصوات، ومن هذه الهشاشة تتوّلد حروف جديدة وكلمات جديدة ودلالات جديدة.
#ملاحظة: هناك لهجات عربية لا تزال على وفاق ووئام مع الأحرف ( البيأسنانية ) كما يسميها البعض أي التي تتطلب وضع طرف اللسان بين الأسنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق