يلفت نظري الشبه الكبير بين تركيب الكلام وتركيب الطعام، وربّما لو لم يكن والدي صاحب مطعم لما انتبهت للأمر.حين اتكلم عن الشبه يستغرب البعض، ويقول لي: وما العلاقة؟ وهل من الممكن ان يدخل المرء الى اللغة من باب الطعام؟ اجيب ببساطة تقرب من السذاجة مستشهدا بما تقوله اللغة نفسها، وبما تقوله البيولوجيا ايضا. بالنسبة للغة، اليس من المير ان يكون الأدب حاضنا لدلالتين: دلالة ذات صلة باللغة ودلالة ذات صلة بالطعام. فمن رحم الحروف الثلاثة( أ -د-ب) خرج الأدب وخرجت المأدبة. هذا من الناحية اللغوية، اما من الناحية البيولوجية فهناك اللسان الرابط المشترك بين تذوق الطعام و"ذوق الحروف"، والعبارة الاخيرة ليست من صنعي وانما هي من كلام الفراهيدي صاحب معجم العين وواضع العروض الشعري.
وكنت قد قرأت عبارة طريفة لأحد علماء اللغة
يقول فيها: ان الالسنيّ الماهر لا يمكن الا ان يكون طباخا.
فهل من علاقة بين الطبخ والكلام؟
علم الانتروبولوجيا وعلم السيمياء يشيران الى ان معرفة حضارة ما يمكن ان نلج اليها من باب الطعام كما من باب الكلام.
وهناك شواهد كثيرة في تراثنا العربي تربط بين الاثنين، فالنحو يسمّى ملح الكلام. وكان عمر بن العزيز يضرس اذا سمع لحنا. وتضريس الاسنان لا صلة له بالبيان الا من وجهة نظر عمر. اعمل على تجميع ما اقع عليه حين تجوالي في كتب اللغة والادب والطعام لتكوين هيكل عن هذه الفكرة.
قد لا يختلف معجم لغوي لشخص عن معجم لغوي لشخص آخر، ومع هذا لكلّ " طبخته" الخاصّة به. امتلاك المادة نفسها لا يعني انتاج شيء او نص او معنى او طبخة واحدة.
فهل من علاقة بين الطبخ والكلام؟
علم الانتروبولوجيا وعلم السيمياء يشيران الى ان معرفة حضارة ما يمكن ان نلج اليها من باب الطعام كما من باب الكلام.
وهناك شواهد كثيرة في تراثنا العربي تربط بين الاثنين، فالنحو يسمّى ملح الكلام. وكان عمر بن العزيز يضرس اذا سمع لحنا. وتضريس الاسنان لا صلة له بالبيان الا من وجهة نظر عمر. اعمل على تجميع ما اقع عليه حين تجوالي في كتب اللغة والادب والطعام لتكوين هيكل عن هذه الفكرة.
قد لا يختلف معجم لغوي لشخص عن معجم لغوي لشخص آخر، ومع هذا لكلّ " طبخته" الخاصّة به. امتلاك المادة نفسها لا يعني انتاج شيء او نص او معنى او طبخة واحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق