الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

إلى طلاب #قسم_اللغة_العربية وآدابها / سنة ثالثة


أمسار لغويّ أم مسار أدبيّ؟
على #الطالب في السنة الثالثة في قسم #الأدب_العربي في #الجامعة_اللبنانية، كلية الآداب، ان يختار بين المسار اللغويّ والمسار الادبيّ. وهنا يحتار الطالب. ماذا يختار؟ الحيرة مشروعة، والوقت ضيّق. وهي حيرة كنت قد وقعت فيها حين صرت في السنة الرابعة بحسب المنهاج القديم. ولكن اخترت المسار بناء لطريقة قد لا يرضاها كثير من #الطلاب فهي لا تخلو من بعض المشقّة الشيّقة، والتعرّج في الدرب. لم اختر ما احبّ، اخترت ما لا احبّ. فضّلت ما لا احبّ على ما أحبّ. اخترت اللغة لأنّ ميولي أدبية. واخترت متابعة التخصص في حقل #الالسنية لأني اميل الى دراسة #الأدب لا #اللغة. قد يرى البعض في اختياري شيئا من العبث او اللامنطق. اعترف بأنيّ لست من عشّاق #المنطق كثيرا في الحياة، ولهذا السبب تولعت بالفكر الصيني الذي لا يعير المنطق كبير اهتمام. الا ان هذه #حكاية اخرى.
اخترت ما لا احبّ حتى لا اخسر ما احب وما لا احبّ.
كلامي ليس بغرض اللعب على #الاضداد هنا.
كيف؟
ميلي الأدبي سيبقيني على صلة حارّة بالأدب مهما كانت الظروف. لن يبعدني شيء عن الأدب، والافتتان بالبيان، وعليه فإنّ عدم تخصصي بالأدب لن يبعدني عن الأدب. ولو اخترت المسار الأدبي لكنت أرضيت ميلي من ناحية، وجلبت الضرر الى نفسي من حيث لا ادري إذ لكنت ابتعدت عن عالم اللغة، وضمرت صلتي باللغة ومفاتنها، وهذا طبيعي بسبب عدم ميلي له، ولكان ميلي عائقا امام اكتمال الأدوات اللغوية الضرورية للتمتع بالأدب، وتحسس مواضع جماله، ومعرفة تشريح اسباب الجمال #حرفا حرفا، وتركيبا تركيبا.
فالأدب صناعة لغوية.
اللغة عجينة #الأدب، كيف اشتغل بالأدب وأنا لا املك العجينة.
مرّ الوقت ، اكتشفت ان خياري لم يكن خيارا سيئا، واعتبر من نعم الله عليّ أن ألهمني هذا الاختيار، اللغة روح الأدب، دماؤه الزكيّة، تورّد وجه الأدب، ولا أقصد باللغة النحو بمعناه الضيّق، وإنما تلك العلاقات التي تبنيها الكلمات فيما بينهما.
ولو عادت الايام الى الوراء لقمت بالاختيار نفسه مع تغيير وجهة مكان #الدراسة على الأغلب. كنت ذهبت الى #بكين لمتابعة دراستي لنيل #الدكتوراه وليس الى #باريس.
أنماط التفكير كثيرة منها ما يسمّى #التفكير_بالمقلوب، ولعلّ اختياري كان ابن هذا النمط من التفكير!
#بلال_عبد_الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق