بيغماليون ودوران جراي

  يقال ان اوسكار وايلد استوحى فكرة روايته، والصورة التي تشيخ من اسطورة بيغماليون وغالاتيا. فالصورة التي هي من ألوان تبث فيها الروح، ولكن الروح هنا، في الصورة، ليست كالروح المبثوثة في التمثال. البعد الثالث غير متوفر في الرسم بخلاف النحت.

ولكن الصورة تستعيد شبابها بعد ان يمتصّ جسد دوريان شيخوختها.

حلم لا يزال يراود الانسان: كيف لا أشيخ؟

القصة قديمة في صور متعددة من ايام جاجامش الباحث عن الخلود والشباب، وفي قصص اكسير الحياة الذي يوقف نهر الموت عن مجراه، وحجر الفلاسفة، وعلوم الكيمياء القديمة، والانسان المعاصر لا يختلف، يعشق الشباب ، يتأفف من دبيب الشيخوخة في أوصال عمره وروحه.

وهل صبغة الشعر او الخضاب غير وسيلة لإيقاف بياض الزمن في سواد العمر؟ وما معنى "السيليكون" و"البوتوكس " اللذين يخفيان تجاعيد الزمن في الأجساد، أجساد الفنانات والفنانين وبعض السياسيين ( بن علي، حسني مبارك، القذّافي، برلسكوني… العجوز الأيطالي زير النساء…) وما معنى زرع الأسنان؟ وتبييض الأسنان؟ وما معنى اختيار البسة لا تلائم العمر؟ فللأبسة أعمار والا ما معنى ( ولاّدي، رجّالي)، وأجناس( رجّالي ، نسواني)…

الجمال موصول بالزمان.

كلّ الناس في مكان ما دوريان جراي.