بن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار
كان خروجي من طنجة مسقط رأسي في يوم الخميس الثاني من شهر الله رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام منفردا عن رفيق آنس بصحبته وراكب أكون في جملته لباعث على النفس شديد العزائم وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم فحزمت امري على هجر الأحباب من الإناث والذكور وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور وكان والدي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وصب ولقيت كما لقيا من الفراق نصيبا وسني يومئذ ثنتان وعشرون سنة 1 وكان ارتحالي في أيام أمير المؤمنين وناصر الدين المجاهد في سبيل رب العالمين الذي رويت أخبار جوده وصولة الاسناد بالاسناد وشهرت آثار كرمه شهرة واضحة الاشهاد وتحلت الأيام بحلي فضله ورتع الأنام في ظل رفقه وعدله الإمام المقدس أبو سعيد بن مولانا أمير المؤمنين وناصر الدين الذي فل حد الشرك صدق رعزائمه وأطفأت نار الكفر جداول صارمه وفتكت بعباد الصليب كتائبه وكرمت في إخلاص الجهاد مذاهبه الإمام المقدس أبو يوسف بن عبد الحق جدد الله عليهم رضوانه وسقى ضرائحهم المقدسة من صوب الحيا طله وتهنانه وجزاهم أفضل الجزاء عن الإسلام والمسلمين وأبقى الملك في عقبهم إلى يوم الدين. ج1. ص30 .
وبحرالصين لا يسافر فيه الا بمراكب الصين ولنذكر ترتيبها: ومراكب الصين ثلاثة اصناف والكبار منها تسمى الجنوك واحدها جنك والمتوسطة تسمى الزو والصغار يسمى احدها الككم ويكون في المركب الكبير منها.
ج2. ص642 .
ثم سافرنا عن بلاد طوالسي فوصلنا بعد سبعة عشر يوما والريح مساعدة لنا ونحن نسير بها أشد السير وأحسنه إلى بلاد الصين. واقليم الصين متسع كثير الخيرات والفواكه والزرع والذهب والفضة لا يضاهيه في ذلك اقليم من أقاليم الأرض ويخترقه النهر المعروف بآب حيا معنى ذلك ماء الحياة ويسمى أيضا نهر السرو كاسم النهر بالهند ومنبعه من جبال بقرب مدينة خان بالق تسمى كوه بوزنه معناه جبل القرود ويمر في وسط الصين مسيرة ستة اشهر إلى أن ينتهي إلى صين الصين وتكتنفه القرى والمزارع والبساتين والأسواق كنيل مصر إلا أن هذا أكثر عمارة وعليه النواعير الكثيرة وببلاد الصين السكر الكثير مما يضاهي المصري بل يفضله والأعناب والإجاص وكنت أظن أن الاجاص العثماني الذي بدمشق لا نظير له حتى رأيت الإجاص الذي بالصين وبها البطيخ العجيب يشبه بطيخ خوارزم واصفهان وكل ما ببلادنا من الفواكه فأن بها ما هو مثله وأحسن منه والقمح بها كثير جدا ولم أر قمحا أطيب منه وكذلك العدس والحمص. ج2 ص717
ودجاج الصين وديوكها ضخمة جدا أضخم من الأوز عندنا وبيض الدجاج عندهم أضخم من بيض الأوز عندنا وأما الأوز عندهم فلا ضخامة لها ولقد أشترينا دجاجة فأردنا طبخها فلم يسع لحمها في برمة واحدة فجعلناه في برمتين ويكون الديك بها على قدر النعامة وربما انتتف ريشه فيبقى بضعة حمراء وأول ما رأيت الديك الصيني بمدينة كولم فظننته نعامة. ج2. ص718 .
وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم وجميع ما يتحصل ببلادهم من ذلك يسبكونه قطعا كما ذكرناه وإنما بيعهم وشراؤهم بقطع كاغد كل قطعة منها بقدر الكف مطبوعة بطابع السلطان وتسمى الخمس والعشرون قطعة منها بالشت وهو بمعنى الدينار عندنا وإذا تمزقت تلك الكواغد في يد إنسان حملها إلى دار كدار السكة عندنا فأخذ عوضها جددا ودفع تلك ولا يعطى على ذلك أجرة ولا سواها لأن الذين يتولون عملها لهم الأرزاق الجارية من قبل السلطان وقد وكل بتلك الدار أمير من كبار الأمراء وإذا مضى الإنسان إلى السوق بدرهم فضة أو دينار يريد شراء شيء لم يأخذ منه ولا يلتفت إليه حتى يصرفه بالبالشت ويشتري به ما أراد.
كان خروجي من طنجة مسقط رأسي في يوم الخميس الثاني من شهر الله رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام منفردا عن رفيق آنس بصحبته وراكب أكون في جملته لباعث على النفس شديد العزائم وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم فحزمت امري على هجر الأحباب من الإناث والذكور وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور وكان والدي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وصب ولقيت كما لقيا من الفراق نصيبا وسني يومئذ ثنتان وعشرون سنة 1 وكان ارتحالي في أيام أمير المؤمنين وناصر الدين المجاهد في سبيل رب العالمين الذي رويت أخبار جوده وصولة الاسناد بالاسناد وشهرت آثار كرمه شهرة واضحة الاشهاد وتحلت الأيام بحلي فضله ورتع الأنام في ظل رفقه وعدله الإمام المقدس أبو سعيد بن مولانا أمير المؤمنين وناصر الدين الذي فل حد الشرك صدق رعزائمه وأطفأت نار الكفر جداول صارمه وفتكت بعباد الصليب كتائبه وكرمت في إخلاص الجهاد مذاهبه الإمام المقدس أبو يوسف بن عبد الحق جدد الله عليهم رضوانه وسقى ضرائحهم المقدسة من صوب الحيا طله وتهنانه وجزاهم أفضل الجزاء عن الإسلام والمسلمين وأبقى الملك في عقبهم إلى يوم الدين. ج1. ص30 .
وبحرالصين لا يسافر فيه الا بمراكب الصين ولنذكر ترتيبها: ومراكب الصين ثلاثة اصناف والكبار منها تسمى الجنوك واحدها جنك والمتوسطة تسمى الزو والصغار يسمى احدها الككم ويكون في المركب الكبير منها.
ج2. ص642 .
ثم سافرنا عن بلاد طوالسي فوصلنا بعد سبعة عشر يوما والريح مساعدة لنا ونحن نسير بها أشد السير وأحسنه إلى بلاد الصين. واقليم الصين متسع كثير الخيرات والفواكه والزرع والذهب والفضة لا يضاهيه في ذلك اقليم من أقاليم الأرض ويخترقه النهر المعروف بآب حيا معنى ذلك ماء الحياة ويسمى أيضا نهر السرو كاسم النهر بالهند ومنبعه من جبال بقرب مدينة خان بالق تسمى كوه بوزنه معناه جبل القرود ويمر في وسط الصين مسيرة ستة اشهر إلى أن ينتهي إلى صين الصين وتكتنفه القرى والمزارع والبساتين والأسواق كنيل مصر إلا أن هذا أكثر عمارة وعليه النواعير الكثيرة وببلاد الصين السكر الكثير مما يضاهي المصري بل يفضله والأعناب والإجاص وكنت أظن أن الاجاص العثماني الذي بدمشق لا نظير له حتى رأيت الإجاص الذي بالصين وبها البطيخ العجيب يشبه بطيخ خوارزم واصفهان وكل ما ببلادنا من الفواكه فأن بها ما هو مثله وأحسن منه والقمح بها كثير جدا ولم أر قمحا أطيب منه وكذلك العدس والحمص. ج2 ص717
ودجاج الصين وديوكها ضخمة جدا أضخم من الأوز عندنا وبيض الدجاج عندهم أضخم من بيض الأوز عندنا وأما الأوز عندهم فلا ضخامة لها ولقد أشترينا دجاجة فأردنا طبخها فلم يسع لحمها في برمة واحدة فجعلناه في برمتين ويكون الديك بها على قدر النعامة وربما انتتف ريشه فيبقى بضعة حمراء وأول ما رأيت الديك الصيني بمدينة كولم فظننته نعامة. ج2. ص718 .
وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم وجميع ما يتحصل ببلادهم من ذلك يسبكونه قطعا كما ذكرناه وإنما بيعهم وشراؤهم بقطع كاغد كل قطعة منها بقدر الكف مطبوعة بطابع السلطان وتسمى الخمس والعشرون قطعة منها بالشت وهو بمعنى الدينار عندنا وإذا تمزقت تلك الكواغد في يد إنسان حملها إلى دار كدار السكة عندنا فأخذ عوضها جددا ودفع تلك ولا يعطى على ذلك أجرة ولا سواها لأن الذين يتولون عملها لهم الأرزاق الجارية من قبل السلطان وقد وكل بتلك الدار أمير من كبار الأمراء وإذا مضى الإنسان إلى السوق بدرهم فضة أو دينار يريد شراء شيء لم يأخذ منه ولا يلتفت إليه حتى يصرفه بالبالشت ويشتري به ما أراد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق