#الحياة_أمل
"هيك لازم يدرسونا بالادب العربي
ما متل يللي عم بدرسونا ياه ، ممل".
هذه عبارة قالتها طالبة مدرسة إثر سماعها لأغنية بحسب ما رواها لي والدها.
ولكن لا بدّ من إضافة كلمات على الأغنية حتى لا يسرح الذهن إلى مطارح بعيدة عن الأغنية. فالأغنية عربية ، وفصيحة.
كنت في محاضرة وضعت لها عنوان: #الثقافة_قامتها_هيفاء قد ذهبت هذا المذهب في طرحي لدراسة الأدب وتحبيب الناس بالأدب ومن ثمّ بالقراءة أيضا. وانطلقت من واقعة تراثيّة لا يمكن لعاقل أو ينكرها.
إذا طرحت سؤالا يتعلّق بأحد أهم الكتب التراثية ، وهو كتاب موسوعيّ، وكتاب حضوره في مكتبة من يدرس الأدب العربي حضور يشبه فرض العين ، إنّه كتاب يحمل عنوان " الأغاني". وكان يثير عنوان هذا الكتاب الكثير من الأسئلة في ذهني.
وكان يدهشني جلد كاتبه أبو الفرج الأصفهاني الذي راح من الأغاني الى ما هو أبعد من الأغاني، إلى السير الغيرية، والعادات الاجتماعية، والدينية، وغيرها من الأشياء.
كنت أتخيّل ان الأصفهاني اتخذ من الأغنية طعما! لتثقيف القارىء ، وتحبيب القارىء، وأخذه من أذنه إلى صفحات كتابه.
واعتبرت انه يمكننا ان نستخدم المغنين كرافعة ثقافية .
ولا أرى فرقا بين المغني ولاعب كرة القدم والمثقف!
ليس المطلوب مو المثقف أن يكون كاظم الساهر، ولا المثقفة ان تكون هيفاء وهبي، ولا استاذ الجامعي أن يكون " ميسي" المنصّات العلمية، ولكن عليه أن يتعلم تقنيات كل هؤلاء لتحويلها إلى خلطة ثقافية.
كنت قد قرأت ان زوكربرغ تعلم تقنيات عمله من طائر الكوليبري!
الولد الصغير يعشق المعرفة لا لأنها معرفة ولكن لأنها لعبة، الغناء لعبة صوتية.
الولد الصغير يمتاز بما يسمّى " التفكير الغازيّ" اي التفكير الحرّ الطليق المنتشر بمعنى انه لا يضع حدودا لولعه بالأشياء، وهذه هي الميزة التي تمنحه ما يسمّى بالفضول، أو الحشرية.
سلاحه عيون زقزاقة، وفم لمّاح، وزوادة تسمنه وتغنيه من جوع ، سلاحه كلمتان: "كيف " و " ليش".
والكبار لجهلهم يسحقون هاتين النعمتين اللتين في جعبة الأطفال.
ان تنتصر على ملل الأطفال في التعليم يعني أن تساعده في شق طريقه نحو مستقبل زاهر وباهر.
والأغنية مستودع للصور، واستوقفني تعبير " ألثم عطرها"، حيث يتحول العطر الأثيرة الذي يتعامل مع الأنف إلى شيء مرئي كالحرير يلثم بالفم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق