فكرة فلافل تشيبس |
الفلافل اكلة شهيّة من اكلات بلاد الشرق الأوسط والبعض يقول ان اصلها من الهند. بل ان كلمة فلافل هي كما قرأت ذات يوم ثلاث كلمات فا لا فل دمجت في العربية بكلمة واحدة كما تدمج مكونات الفلافل في قرص واحد او خلطة واحدة.
ولكن لا اريد ان اتكلم على الفلافل وانما عن اكلة خطرت ببالي واحببت تسميتها بـ " تشيبس الفلافل" أو رقائق الفلافل.
اي لا تكون الفلافل على شكل اقراص تؤكل ساخنة وانما على شكل رقائق مثل رقائق البطاطا تؤكل باردة.
تغيير حرارة الطعام جزء من توليد الطعام.
فالطعام نيء ومطبوخ ومعفّن بحسب ما يقول كلود ليفي استروس الانتروبولوجي الكبير.
والمثلث الغذائي ما خطر ببال استراوس الا حين تأمله حركات اللغات من فتح وضم وكسر وما بينهم.
قطعتا تشيبس فلافل من تحضيري على شكل زهرتين |
تحطيم الذرّة يغير مفعولها . أليس هذا ما حدث حين توصل العلم الى تحطيم الذرّة.
كما اني كنت قد قرأت ان السيف الدمشقي المصقول والشهير بهذا الاسم هو اعتماد على تقنية النانو nano قبل اكتشافها.
احيانا النظرية تولد بعد التطبيق بسنوات او قرون
واحيانا يولد التطبيق بعد النظرية بسنوات او قرون!
هناك ظروف تنضج وتحتضن او تتبنى فكرة كانت ملفوظة لسنوات طوال او قرون.
هناك نطف فكرية تبحيث عن ارحام، والارحام للافكار قد تكون التمويل، تعذّر التمويل يؤجل ولادة الفكرة احيانا. وقد يتوفر التمويل ولكن لا تتوفر المادة التكنولوجية.
التكنولوجيا تغير اشياء كثيرة.
أتأمل اشياء كثيرة فأرى تحولاتها بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي.
التكنولوجيا ايديولوجيا!
الحليب سائل، هذه طبيعته. هل كان من الممكن ان يتعزز دوره وحضوره لو اكتفى بطبيعة الاشياء اي لو عاش سائلا طوال حياته؟
طبيعة الاشياء تحدّ من قدراتها!
تحرير الاشياء من طبيعتها الاولى يمنحها أجنحة تنين صيني!
سأتكلم هنا عن الفلافل!
نعم الفلافل!
وقد يستغرب القارىء ما علاقة كلامي بالفلافل؟
فلافل خلطة بلال عبد الهادي |
الاشياء مترابطة، والكون عبارة عن نصّ واحد من مليارات الفقرات.
ما حدث للحليب السائل؟
تحول الى حليب مجفّف.
الحليب المجفف خفيف ، والخفة تمنح حركة، فتحرك الحليب عبر المكان وعبر الزمان.
كان الحليب السائل ينقذ نفسح بتحولاته الى لبنة وجبنة وشنكليشة او لبن مجفف كما عند المغول.
يروى ان سبب الانتصارات المغوليّة الساحقة والكاسحة كان مردذه الى عنصرين : الحصان والحليب المجفف!
لا احب ان تنحبس الاشياء في مذاقاتها ولا اشكالها!
قرص الفلافل محبوس في قالبه،
تحريره من قالبه يمنحه احتلال اراض جديدة، ويدفعه الى انتاج سوق جديد له.
خطرت ببالي فكرة تحويل الفلافل الى تشيبس، التشيبس يعيش حياة متعددة، ولا يتطلب الامر الا تحويل مكوناته الى دقيق.
دقيق الحمص، ودقيق الثوم، ودقيق الكزبرة، وهي امور اصبحت متوفرة.
وتصير تتعامل مع الدقيق تعاملك مع الطحين.
تخيّل حبة القمح كبّرت رأسا ورفضت ان تنطحن وتنسحق؟
هل كانت عاشت الحياة التي تعيشها الان؟
اليس طحنها هو الذي منحها هذه القدرة الخلابة؟
هذه فكرة راودتني منذ زمن بعيد، ومنذ عدّة ايام تبين لي ان فكرتي ليست فقط قابلة للتطبيق، فثمّة من يستغرب افكاري حين اذكرها له، ويظنّ احارب بالنظارات والنظريات ولا احارب باللحم الحيّ،
قلت اني منذ عدة ايام وانا ابحث في الانترنت ان شخصا وهو اسرائيلي قام بتحويل فكرتي الى لقمة في الفم، وقام بانجازها وعرضها في الاسواق في اكياس كما يباع التشيبس تماما.
فلافل تشيبس |
اختصر كلامي بأنّ الفلافل من مكوناتها الاساسية الحمص والفول، الفول منفردا او الحمص منفردا، او الاثنان معا.
كما انه يمكن انتاج نكهات تفوق العدّ، أليس هذا ما نلحظه!
نكهة حارّة ونكهة غيبر حارّة!
التفنّن في الطعام احترام لمكونات الطعام.
أرى في الحمّص اشياء كثيرة ، واحب مقارنته بأشياء كثيرة.
فالحمّص ينتمي الى عالم الحبوب اي له قرابة مع حبّة الأرزّ، وله قرابة مع حبّة القمح وحبّة الصويا. وأقارِب بينها وبين حبّة البطاطا، وكذلك حبّة الذرة؟
واعتبر ان زمن العولمة سيكتشف مؤهّلات هذه الحبّة الفريدة من نوعها.
ومن سيقوم بإعطاء حبة الحمص حياتها الجديدة أميركا حاضنة العولمة.
اميركا محطة انطلاق واقلاع لأشياء كثيرة: بيتزا، سوشي، فلافل، حمص، واشياء على الطريق...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق