الجمعة، 29 سبتمبر 2017

#حاسّة_الشمّ


تصل رائحة الأشياء الى الدماغ عادة عبر الأنف، ولكن يمكن للرائحة أن تسلك طريقا أخرى هي الفم!
هل الفم كالأنف؟
هل هناك من يستعمل فمه كما لو كان أنفا؟
يبدو هذا ما هو عليه الحال.
وهنا أستعين بتخصص طبّي، فالطبيب الذي يعالج أنفك هو طبيب أذن وأنف وحنجرة. أليس كذلك؟
ويقال العلماء ان #الشم يسلك أيضا طريقا اسمها voie rétronasale اي طريق تسلك دروب الفم وصولا إلى #الحنجرة! عند مفترق الطرق بين الطريق الهضمي والطريق التنفسيّ.
هذا يعني أن بين #الأنف والحنجرة نقطة لقاء!
في أي حال ، #تراسل_الحواس ليس مسألة من خيال بودلير وقبله #ابن_الفارض، وإنما هي مسألة حقيقية كشف عنها علماء الأعصاب.
ويبدو تراسل #الحواس في هذه الأبيات الفارضيّة المذهلة:
فعيني ناجت، واللسان مشاهدٌ، 
وينطق منّي السمعُ، واليدُ أصغتِ
وسمْعي عينٌ تجتلي كلَّ ما بدا،
وعيني سمْع، إن شدا القومُ تنصتِ
كذاك يدي عين ترى كلّ ما بدا،
وعيني يدٌ مبسوطةٌ عند بسْطتي
وسمعي لسانٌ في مخاطبتي، كذا
لساني، في إصغائه، سَمْعُ مُنْصتِ
وأنهي برواية العطر الشهيرة التي كتبها الألماني #Patrick_Süskind ، وهي رواية أنفية عجيبة، وكذلك برواية الأنف القصيرة التي كتبها المبدع الروسي نيقولاي #غوغول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق