حين وصل ابن بطوطة إلى الصين عام ١٣٤٥م كان إتقان الفنانين المحليين في صنع اللوحات للأجانب القادمين حديثًا هي أول ما استرعى انتباه ابن بطوطة، كما لاحظ أيضًا مدى الاحتراف في صناعة الحرير والخزف، وزراعة الفاكهة كالبطيخ والخوخ بالإضافة إلى الفوائد من استخدام النقود الورقية، كما قام بوصف عملية تصنيع السفن الكبيرة في مدينة غوانغشتو، وأشار أيضًا إلى المأكولات الصينية واستخدام الحيوانات فيها كالضفادع، كما صعد “جبل الناسك” وزار لفترة وجيزة الراهب طاوي.
واتجه إلى الشمال؛ حيث مدينة هانغشتو التي وصفها بأنها واحدة من أكبر المدن التي رآها في حياته؛ حيث أشار إلى سحرها واصفًا إياها بالمدينة التي تجلس على البحيرة الجميلة والمحاطة بالتلال الخضراء، وخلال فترة إقامته في مدينة هانغشتو أُعجب جدًا بالأعداد الكبيرة من السفن الصينية الخشبية التي صُنعت وزُخرفت بعناية؛ بأشرعتها الحريرية والمظلات الملونة مجتمعةً في القنوات البحرية، وفي وقتٍ لاحق، حضر ابن بطوطة مأدبة كبيرة أقامها ممثّل إمبراطورية المغول في المدينة, الذي كان مولعًا بدرجة كبيرة بمهارات المشعوذين الصينيين المحليين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق