الجمعة، 22 سبتمبر 2017

قوة لبنان في مطبخه!



مآكل حمص وفول من تحضيري ( مطعم الدنون)

#لبنان بلد ضعيف، ومن ينكر ضعفه يشبه من يقود سيارته عكس السير ، وهو يعتقد أن الذين يقودون سياراتهم في الاتجاه المغاير لسيارته يقودون عكس السير!
ولكن الضعف ليس ضعفاً!
وفي الضعف قوّة، ومن قال إنّ لبنان قوّته في ضعفه لم يكن بعيدا كثيرا عن الصواب! ولكن نعرف أنّ من خبث التعابير أنّها " حمّالة أوجه"، و " حمّال الأوجه" كمن يستعمل الأقنعة!
فالضعف القويّ أنواع!
ولكن هنا سأحكي عن نوع واحد من قوّة لبنان الضعيف.
وهذا النوع يمكن أن يندرج تحت ما يسمى بالقوة الناعمة!
وهذا النوع هو نقطة قويّة وشهيّة ودسمة!
إنّها " #المطبخ_اللبناني".
ولعلّ قوّة #المطبخ_اللبناني هي ، من وجه، تشبه أحد أسباب قوّة الولايات المتحدة الأميركية، وأقصد بذلك " #الهجنة"، فالمطعم اللبنانيّ قيمته يستمدّها من أنّه ليس مطبخا لبنانيا. ويمكن لمن يحبّ أن يختلف معي، وينسف كلامي من أوّل لقمة إلى آخر لقمة في المطبخ اللبناني!
قلت : إنّه #مطعم هجين وهذه نقطة قوّته، انظر إلى المعجم المطبخيّ وأسماء #المآكل فتعرف أنّه " مطبخ ( جَلَبْ )".عندك " #الشيش_برك" ولا أظنّ أحدا سينطّ ويقول لي انها كلمة " فينيقية"، أو " سريانية" أو " عربية"، وإن نطّ فأهلا ب " نطّاته"، - لست على خلاف مع من يؤمن بالعنزة الطائرة في بلدٍ يتمنّى الإنسان أن يكون له " #مرقد_عنزة" فيه! أرحّب به وبعنزته الطائرة!
وما تقوله عن " الشيشبرك" يمكن أن تقوله عن " #البرغل"، و " #الكبّة"، و " #الفلافل"، " المغربية"، و"#الشاورما" وغيرها من المآكل، ويكفي الوقوف عند إحدى مفاخر المطبخ اللبنانيّ وهي " المازة"، التي تعترف بعظمة لسانها أنّها كلمة " دخيلة" على #اللهجة_اللبنانية أو اللغة العربية بنكهتها اللبنانية! فمو يجرؤ على الادعاء انها كلمة عربية بشحمها ولحمها؟
ولكن ميزة لبنان انه كان كأميركا، فبدلا من أن يكون مصهرا للأعراق كان مصهرا للأذواق. وإن كان ، في مكان ما، مصهرا للأعراق ، فمن أصله خليط من تركي وعربي، ومن خليط أصله كوكتيل كما كان حال أمير الشعراء #أحمد_شوقي، وليس عيباً أن تكون " كوكتيلا من الأعراق"، بل ربّما العيب أن لا يكون في عروقه إلا دم من جنس واحد! وهذا نادر الحدوث في بلد هو معبر لكل أقوياء العالم من أيّام #الفراعنة والإسكندر والامبراطورية #الساسانية والامبراطورية #الرومانية وصولا إلى #الفرنسية والإنكليزية وصولا إلى " #اليونيفيل"!
من هذه الهجنة ولدت " قوّة المطبخ اللبناني"، قوته بنت قدرته في " #لبننة" المآكل التي حملها معهم "الفاتحون"، بإضافة مكوّن جديد على " أكلة" تركية، أو حذف مكون من " أكلة " #فلسطينية، أو " تنكيه" مذاق أكلة مسيحية لتلائم المذاق #المسلم، أو تنكيه أكلة إسلامية لتلائم المذاق #المسيحيّ. وأدّى هذا التفاعل بين المذاقات إلى توليد مذاق هو مذاق المطبخ اللبناني.
واللبنانيّ لظروف متعددة- ولا تخلو دراسة الاسباب من طرافة ووجاهة- صار " ذِوِّيقاً" في المأكل و " الملبس" وهذا ما تشهد عليه دور الأزياء من خلال #إيلي_صعب وأمثاله من رجالات الموضة في عالم #الأزياء.
وهذه " الذواقة" انتجت المطبخ اللبنانيّ الذي صار مطبخاً عالميّاً ، وما يؤكّد ذلك انتشار المطاعم اللبنانية في أنحاء المعمورة.
المطعم اللبناني في العالم رسول سلام يروي الغليل، وترحب به المعدة، ولكنه أيضا قوة مغذّية ناعمة تفتح الشهيّة.
وأنهي بسؤال: ما هو المبلغ الذي تدرّه المآكل اللبنانية في العالم، وما هو دخل لبنان المباشر وغير المباشر من المطبخ اللبناني خارج لبنان؟
المطبخ اللبناني قوة اقتصادية ولكن ايضا قوة سياحية ، ويحقّ للبنان أن يرفع عاليا رأسه بتبولته وكبّته ومازته ومنها بالتأكيد " حمّصه" مع ما يحمله من صراع مع #إسرائيل !
نعم، #الحمّص ساحة حرب قانونية مع مغتصبة الأرض والمذاقات!
ومأكول العافية للجميع!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق