أحبّ الكلمات الجديدة، الكلمات التي لا أعرفها، ولكن أعرفها بمجرّد قراءتي لها رغم عدم وجودها في معجم. كلمة لم تدخل بعد في المعجم، وقد لا تدخل، ولكنها صارت كلمة موجودة، تعيش في العالم الافتراضي وفي افواه الناس، تطلّ عليك من شرفة غوغل مثلا!
احب المعاجم ولكن اعرف ان المعاجم ليس بوسعها ان تحتضن كل كلمات لغة مهما بلغ الاهتمام اللغوي والشعبي والرسمي، تظلّ كلمات لغوية تعيش حرّة ، طليقة، كعصفور في غابة! لأن اللغة كبطون النساء الحوامل تحمل لنا ولادات جديدة ( في الصين مفردة تتعلمها حديثة اسمها ولادة كلمة، أو كلمة مولودة حديثا، كلمة هي بالنسبة لك رضيع، كلمة رضيع #生词، مفردات جديدة. فالمولود الجديد مولود رضيع.
تفتنني صلة الطفولة بالرضاعة، كما تفتنني صلة كلمة #الفصحى في اللغة العربية بالحليب، وكما تفتنني صلة كلمة " لهجة" العربية أيضا بالحليب!
في أي حال ، عالم اللغة عالم فاتن. وهنا لا احدد اي لغة من اللغات فأنا على يقين بأنّ لكل لغة من لغات الناس فتنتها الخاصة وجماليتها الخاصة. ولست ممن يدّعي ان #اللغة_العربية هي افضل اللغات او اشرفها او اقدسها.
فكون العربية لغة القرآن لا يعطيها ميزة لا تتوفر في كثير غيرها من اللغات، فالعبرية لغة التوراة مثلا، وأنبياء كثر استعملوا العبرية للتعبير عن محمولها المقدّس، وعليه لا فرق من حيث القداسة بين العربية والعبرية على سبيل المثال، فالقرآن كلام الله والانجيل كلام الله والتوراة كلام الله .لا يمكن حبس كلام الله في لغة واحدة. وقرآنيا، في الأقلّ، كل لغة هي آية من آيات ربّ العالمين، واختلاف الألسنة ربطه الله في القرآن وفي الآية المذكورة بخلق السموات والأرض وبألوان الناس من أسمر وأبيض وأشقر وأصفر وأسود. فاتهام لغة من اللغات بالقصور هو عمليا أشبه بالتمييز العنصري بين الأسود والأبيض!
أعود الآن الى كلمة #Chineasy وهي منهاج في تعليم كتابة الرموز ابتكرته التايوانية شاو لان Shao Lan 晓岚 薛// 曉嵐 薛 ، ونشرت فكرتها في كتاب ورسومات كثيرة، الكاتبة تعيش في بريطانيا، واجهتها صعاب في تعليم اولادها الكتابة الصينية، وكان والدها خطاطا، ووالدتها تهتم بالخزف، حاولت الاستفادة من المهارة والجو الذي عاشت فيه في توليد هذه الطريقة او هذا المنهاج في تعلم الكتابة الصينية. وهي طريقة ملونة تعتمد على مدّ المتعلم بمبادىء #اللغة_الصينية والكتابة الصينية القائمة على ابجدية صورية وليس صوتية في تيسير امر تعلم اللغة الصينية، ووفقت في هذا الى حد بعيد.
مهارتها بدت من عنوان طريقتها نفسها، وهي Chineasy والكلمة ليست من المفردات الصينية ولا الانكليزية، كلمة منحوتة من كلمتين ومن الرنة الصوتية للكلمة الجديدة. فاللغة الصينية تلفظ #شاينيز في الانكليزية، من كلمة "شاينيز" ذهبت الى منهجها التعليمي استنادا الى كلمة انكليزية اخرى وهي "easy" اي سهل، والترجمة الحرفية لكلمتها هي " الصينية السهلة"، منهاجها لعبة لغوية، فالكلمة لم تلد او ترد الى خاطرها لولا ولعها بالطريف.
اذا تأملنا كلمتها فهي مؤلفة من شطرين : chine+easy . الشطر الأول ليس من الصين ولا من الصينية، فالتركيبة فرنسية فالصين " china" واللغة الصينية Chinese.
وعليه يمكن القول ايضا ان الكلمة نصفها فرنسي ونصفها الآخر انكليزي ، بينما هي تحكي عن لغة لا هي فرنسية ولا هي انكليزية.
احب الاشارة دائما الى تلك الكلمات الهجينة، وفي العربية بعض منها، مثل كلمة "قهوجي"، أو "عربجي"، او" بلطجي"، فـ" جي" جاءت من التركية واستوطنت في عدد من الكلمات العربية، من غير ان تشعر العربية بإحراج !
احب المعاجم ولكن اعرف ان المعاجم ليس بوسعها ان تحتضن كل كلمات لغة مهما بلغ الاهتمام اللغوي والشعبي والرسمي، تظلّ كلمات لغوية تعيش حرّة ، طليقة، كعصفور في غابة! لأن اللغة كبطون النساء الحوامل تحمل لنا ولادات جديدة ( في الصين مفردة تتعلمها حديثة اسمها ولادة كلمة، أو كلمة مولودة حديثا، كلمة هي بالنسبة لك رضيع، كلمة رضيع #生词، مفردات جديدة. فالمولود الجديد مولود رضيع.
تفتنني صلة الطفولة بالرضاعة، كما تفتنني صلة كلمة #الفصحى في اللغة العربية بالحليب، وكما تفتنني صلة كلمة " لهجة" العربية أيضا بالحليب!
في أي حال ، عالم اللغة عالم فاتن. وهنا لا احدد اي لغة من اللغات فأنا على يقين بأنّ لكل لغة من لغات الناس فتنتها الخاصة وجماليتها الخاصة. ولست ممن يدّعي ان #اللغة_العربية هي افضل اللغات او اشرفها او اقدسها.
فكون العربية لغة القرآن لا يعطيها ميزة لا تتوفر في كثير غيرها من اللغات، فالعبرية لغة التوراة مثلا، وأنبياء كثر استعملوا العبرية للتعبير عن محمولها المقدّس، وعليه لا فرق من حيث القداسة بين العربية والعبرية على سبيل المثال، فالقرآن كلام الله والانجيل كلام الله والتوراة كلام الله .لا يمكن حبس كلام الله في لغة واحدة. وقرآنيا، في الأقلّ، كل لغة هي آية من آيات ربّ العالمين، واختلاف الألسنة ربطه الله في القرآن وفي الآية المذكورة بخلق السموات والأرض وبألوان الناس من أسمر وأبيض وأشقر وأصفر وأسود. فاتهام لغة من اللغات بالقصور هو عمليا أشبه بالتمييز العنصري بين الأسود والأبيض!
أعود الآن الى كلمة #Chineasy وهي منهاج في تعليم كتابة الرموز ابتكرته التايوانية شاو لان Shao Lan 晓岚 薛// 曉嵐 薛 ، ونشرت فكرتها في كتاب ورسومات كثيرة، الكاتبة تعيش في بريطانيا، واجهتها صعاب في تعليم اولادها الكتابة الصينية، وكان والدها خطاطا، ووالدتها تهتم بالخزف، حاولت الاستفادة من المهارة والجو الذي عاشت فيه في توليد هذه الطريقة او هذا المنهاج في تعلم الكتابة الصينية. وهي طريقة ملونة تعتمد على مدّ المتعلم بمبادىء #اللغة_الصينية والكتابة الصينية القائمة على ابجدية صورية وليس صوتية في تيسير امر تعلم اللغة الصينية، ووفقت في هذا الى حد بعيد.
مهارتها بدت من عنوان طريقتها نفسها، وهي Chineasy والكلمة ليست من المفردات الصينية ولا الانكليزية، كلمة منحوتة من كلمتين ومن الرنة الصوتية للكلمة الجديدة. فاللغة الصينية تلفظ #شاينيز في الانكليزية، من كلمة "شاينيز" ذهبت الى منهجها التعليمي استنادا الى كلمة انكليزية اخرى وهي "easy" اي سهل، والترجمة الحرفية لكلمتها هي " الصينية السهلة"، منهاجها لعبة لغوية، فالكلمة لم تلد او ترد الى خاطرها لولا ولعها بالطريف.
اذا تأملنا كلمتها فهي مؤلفة من شطرين : chine+easy . الشطر الأول ليس من الصين ولا من الصينية، فالتركيبة فرنسية فالصين " china" واللغة الصينية Chinese.
وعليه يمكن القول ايضا ان الكلمة نصفها فرنسي ونصفها الآخر انكليزي ، بينما هي تحكي عن لغة لا هي فرنسية ولا هي انكليزية.
احب الاشارة دائما الى تلك الكلمات الهجينة، وفي العربية بعض منها، مثل كلمة "قهوجي"، أو "عربجي"، او" بلطجي"، فـ" جي" جاءت من التركية واستوطنت في عدد من الكلمات العربية، من غير ان تشعر العربية بإحراج !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق