الأحد، 17 سبتمبر 2017

مذاقات لا تخطر ببال


لا نعرف الا القليل عن الشيء الواحد
سآخذ مثالا من الموادّ الغذائية: عدس، أرز، كوسى، باذنجان، ملوخية، هندباء، بإمكانك أخذ ما شئت من المآكل. 
ماذا نعرف عن العدس مثلا؟
مجموعة من المآكل. من بإمكانه أن يدعي انه يعرف كل الأكلات التي يدخل العدس في صنعها؟
كل شعب يكتفي أو يقتنع بأن يأكل العدس وفق طرائق معينة، ( القناعة هنا ليست كنزا!) ، ولنفترض ان هذا الشخص سافر الى دولة ما ( السفر همّ غذائيّ ).
من لا يحمل همّا له علاقة بالطعام حين يسافر؟ ( شو قولك أكلن طيب؟ شو بياكلو )سؤال لا ينجو منه فم مسافر)
هناك افواه مغامرة وأفواه جبانة غير مقدام على الجديد من الطعام.
تذهب الى دولة ما فتكتشف ان العدس موجود ولكنه طريقة تحضيرختلفة تماما عن الطريقة التي اعتادت عليها عينك او تعود عليها فمك او ألفها أنفك. هنا تكتشف انك تتعرف على نمط جديد من تحضير العدس، تحضير غريب، تقرب منه يدك بتؤدة بتردد، بشيء من الخوف، ثم تلتقط لقيمة وتدنيها من فمك تتحسسها بأنفك على غرار ما تفعل الهرة ثم تقربها على فمك وانت تهدس بألف سؤال وسؤال ويبدأ فمك فترة اختبار للمذاق الجديد.
المذاق الجديد مريب. تتعامل معه بحذر وكأنك تسيرر في ارض مزروعة بالالغام!
علاقتنا مع الطعام لا علاقة لها بالبيولوجيا.
الثقافة هي التي تحدد مصير ما نأكل وما لا نأكل.
ومن الطريف جدا دراسة مفهوم " القرلف الثقافي " في عالم المآكل،
المهم، تكتشف ان للعدس مذاقا لم تعرفه من قبل.
وستبقى مذاقات لا تعرفها، والا ما معنى أكلة جديدة؟ 
" الأكلة الجديدة" ليست مكونات جديدة، كلها مواد موجودة من قبل ايام جدّي وجدّك، ولكنها طريقة جديدة في تحضير مواد قديمة.
والمذاقات هي : الحلو، الحامض، المالح، المز، المرّ. اي المذاقات تشبه الألوان، التي هي ستة الوان: ثلاثة الوان اساسية وثلاثة الوان تكاملية.
والمذاقات هي : الحلو، الحامض، لمالح، المز، المرّ. اي المذاقات تشبه الألوان، التي هي ستة الوان: ثلاثة الوان اساسية وثلاثة الوان تاكاملية.اومن هذه الالوان البسيطة تولد من الالوان ما لم يخطر ببال قوس قزح!
ما قلته عن العدس ينطبق على كل مادة غذائية بكر.
وعليه تخيل المذاقات التي لن ينعم لسانك بتحسسهاّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق