الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

#حاسّة_الشمّ في بعض تجلياتها

#حاسة_الشمّ في الكازينو
ان بثّ العطور في #الكازينو تفتح شهيّة اللاعبين. فلقد زاد اللعب بالجاكبوت في أحد الكازينوهات بنسبة ٤٥ بالمائة إثر إدخال العطور إلى أجوائه!
العطر ماهر في فرفكة الأنوف والجيوب!
***
#حاسّة_الشمّ - بحسب علماء الأعصاب - أقدر من غيرها من الحواس على إيقاظ الذكريات الهاجعة في غياهب اللاوعي .
***
سأل ، ذات يوم، #الجاحظ صديقه #ابن_الجهم وهو من علماء الكلام: ما أكثر ما يدهشك؟ كانت إجابته فورية وحاسمة: الشمّ.
وكنت أقرأ نصا عن حاسة الشم في مجلة " science&univers "، ورد فيه أنّ أكثر ما يحيّر علماء الأعصاب : #حاسّة_الشمّ.
أليست الدهشة ( أو بعضها) والحيرة ( أو بعضها) من مقلع واحد؟
***

#الحواسّ في الدراسات السرديّة
ما لم يدرس أكثر بكثير ممّا درس، ولكن على المرء أن يخرج من الدروب المطروقة والتسكّع في دروب مهملة، أو طرق " قادوميّة" في الدراسة.
ولكن لا يمكن للمرء أن يذهب إلى دروب غير مطروقة إلا من طرق مطروقة.
مثلاً يمكنه أن يدخل إلى وجه في قراءة السرد في رواية، أو تشكيل معنى من خلال الكيفية التي يتعامل بها الكاتب مع عالم الحواس.
ما هو الدور الذي تؤديه #حاسة_اللمس مثلا، أو #حاسّة_الشمّ في مفاصل هذه الرواية أو هذه القصيدة؟
أحياناً نذهب الى المضمون فننسى الطريق التي أخذتنا إلى المضمون في حين أن الطريق هي جزء من المضمون، وهذا ما يحدث كثيرا في القراءة، أي انني حين آخذ المضمون وحده بعين الاعتبار تسقط منّي أشياء كثيرة، فحين يقول مثلا ابو نوّاس " #الصهباء" وتصل الى أذني أو عيني أو أنفي! " الخمرة" فهذا يعني أنها لم تصل تماما، أو هذا احتمال وارد. تطير الصاد والهاء والباء والألف والهمزة، وهي حروف اختارها الشاعر ولم يختر غيرها، ولم يقلها اعتباطا. انه اختارها، والاختيار معنى. وكثيرون يقعون ضحايا عبارة " الضرورة الشعرية"، وهي عبارة تعمي الأبصار، فيكفّ القارىء أو الناقد عن مساءلة هذه الضرورة، ولا يحاول القارىء أن يتساءل لماذا اختار الشاعر هذه الضرورة، وهي عمليا، ليست ضرورة، إذ لا احد " يفرض " عليه أن يختار الضرورة إلا تصوّراته.
قلت : ينسى الطريق، والطريق "أسلوب" الرجل.
الاختيار اللغوي للشاعر تحديدا هو من لبّ الشعريّة! 
يمتعني وأنا أقرأ رواية أو قصيدة البحث عن الأبواب التي يمكن الدخول منها الى عالم الرواية او القصيدة، وهي أبواب بعضها يشبه الأبواب السرية. والحواس أبواب الى #المعنى. فهناك شخصية شمية وأخرى نظرية وثالثة ذوقية.
لقد اصطاد #بروست ذكرياته وزمنه المفقود عبر رمي حاسّة الشمّ في أوقيانوس الذاكرة!
وعليه، هل يمكن لنا أن نقرأ بروست ونحن في حالة زكام؟
الأنف بوابة معرفية!
***
٨٠ بالمائة من مذاقنا للأشياء يأتي من #حاسّة_الشمّ وليس من #حاسة_الذوق.
ولكننا لا نشعر بذلك، فحاسّة الذوق غشّاشة، 
طعم الأشياء في فم المزموم غير طعمها في فم غير المزموم، مع الزكام لا أستطعم بالمأكل، لأن الزكام يشوّش حاسّة الشمّ فيرتبك مذاقي.
***

14 h · 
حظوظ جذور الكلمات كحظوظ الناس. وحتّى تعرف حظوظ الجذور يكفي أن تفلفش في صفحات معجم #لسان_العرب، تجد جذرا خصّص له صفحات طوالا، وجذرا لا يشكّل أكثر من فقرة قصيرة!
ومن الجذور الغنيّة جدّا جذر " ع ر ف" الغنيّ والحيويّ، وتتوزّع دلالته على أكثر من حقل دلاليّ، ولكن هنا سأتوقّف عند علاقته بالأنف. 
ف #حاسّة_الشمّ الشمّ هي أوّل حاسّة تظهر في تكوّن الجنين وتنشط قبل غيرها في تشكيل المعرفة لدى #الجنين، ويتعرف وهو اي الجنين في رحم أمه إلى روائح ما تأكل إذ تصل #الروائح الى المياه الأمينية التي يسبح فيها الجنين.
ومن طريف ما قرأت أن الجنين لحظة خروجه من رحم أمّه يمكنه أن يعرفها من رائحتها ويتعرف عليها من خلال " عرفها".
قلت إن جذر " عرف " يتضمن دلالات كثيرة، ومنها الرائحة ، وكان اليازجيان قد كتبا شرحا لديوان #المتنبي ذهبا فيه الى استخدام العرف بمعنى الرائحة واسمه: العرف الطيّب في شرح ديوان أبي الطيّب.
العرف - بفتح العين- معرفة!
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق