يوم ابن بطوطة
كـرس المؤتمـر جلسـاته فـي اليـوم الثانـي
لرحـلات ابن بطوطة فـي جغرافيـات العالم القديم
الثـلاث افريقيا وآسـيا واوروبا.. وشـهد - وللمرة
الأولـى- لقـاء ضم عـددا مهمـا من مترجمـي رحلة
ابن بطوطة إلـى لغات أوروبية وآسـيوية مختلفة،
وقـد قـدم هـؤلاء شـهادات حـول تجاربهم فـي نقل
الرحلـة إلـى لغاتهـم، إذ ترجمت رحلـة ابن بطوطة
إلى نحـو 50 لغة. وقد قدم الباحثـون في هذا اليوم
نتائـج درس هـذه الرحلة في اللغـات اخملتلفة التي
ترجمـت إليهـا. وكان مـن ابـرز مـن تحدث فـي هذا
اليـوم مـن الأجانـب البروفيسـور لـي نقوانغبـين،
الـذي ترجم الرحلـة إلى الصينية، والبروفيسـورة
كلوديا تريسـو التي ترجمت الرحلة إلى الإيطالية،
والبروفيسور محمد علي موحد الذي ترجم الرحلة
إلى الفارسية، والبروفيسـور سعيد آيقوت مترجم
الرحلة إلى التركية. وقد شـكلت المداخلات واوراق
البحث التي قدمها هؤلاء مدخلا ثريا، وبالغ الأهمية
لمعرفة كيف استقبلت هذه الرحلة الكبيرة في بعض
ثقافـات العالـم، وما هـي الموضوعات التـي أثارتها
والإشكاليات التي نجمت عن ترجمتها.
واعتبـر أغلـب مترجمي رحلـة ابـن بطوطة إلى
اللغـات العالمية إنه عميـد الرحالة فـي العالم، وان
تراثـه لا يخـص بلـده المغـرب ولا العـرب وحدهـم
ولكنه ينتمي الى التراث الانساني.
وترجمـت رحلات ابن بطوطـة وعنوانها (تحفة
النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار) لنحو
50 لغة اخرها الصينية وقام بها لي قوانغبين رئيس
مركز ابن بطوطة لخدمة الترجمة والبحوث وعضو
مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
رحالة عالمي
وقـال قوانغبـين امـام المؤتمرين ان ابـن بطوطة
«سـاهم مسـاهمة جبارة في مجالات تبـادل الثقافة
بـين الصـين واللعـرب... أرى من الواجـب علينا أن
نعطـي أهمية كبـرى لابن بطوطـة ورحلته عللى كل
المسـتويات؛ الاجتماعيـة والثقافيـة والتاريخيـة
والواقعيـة... أعتبـر أن القيام بهـذه الامور لواجب
مقـدس ومسـؤولية هامـة.. أتحمـل هـذه المهمـة
التاريخيـة الكبـرى مع زملائنـا لتأسـيس علم ابن
بطوطة بميزات شرقية وصينية».
وأعلـن أنـه يخطـط لاعـادة صياغـة رحلـة ابن
بطوطة في سلسـلة كتب للاطفال وكتيبات دراسية
وسيناريو تلفزيوني وحلقات من الرسوم المتحركة
نظـرا لما تضمه رحلة ابن بطوطة من ثراء في مادتها
التاريخيـة والاجتماعيـة والدينيـة والفولكلوريـة
والعرقية والجغرافية.
وقال قوانغبين ان ابن بطوطة «كان صادقا» فيما
كتبه عن بلدان افريقيا واسيا وأوروبا قبل 700 عام
اذ قـدم «معلومـات غنيـة ووقائع الحيـاة الحقيقية
بدقـة وجديـة». ونقـل عـن الدبلوماسـي والمـؤرخ
المغربي المرموق المتخصص في علم ابن بطوطة عبد
الهادي التازي (89 عامـا) وصفه لهذه الرحلة بأنها
«أهم رحلة في تاريخ البشرية جمعاء».
وأضاف «لم تظهر على سلوك الرحالة أو تفكيره
أي شـائبة عنصرية أو تطـرف أو تمركز حول الذات
بل كان ذلك الانسان الذي ينتمي الى العالم.»
الترجمة الفارسية
واستعرض الايراني محمد علي موحد رحلته مع
ترجمة رحلـة ابن بطوطة الى الفارسـية التي بدأت
في الخمسـينيات ونشـرها عام 1958 ثم نقحها مرة
أخرى ونشرها عام 1991 مستمتعا بها نظرا لان ابن
بطوطـة بلغ بـلاد الشـرق الاقصى وأعمـاق افريقيا
وهي مناطق «بقيت مجهولة حتى بعد مئات الاعوام
للكثيـر من أبنـاء البشـرية... كان مزيجـا من الملاك
والشـيطان» اضافة الى عنـاده وصلابته في ركوب
الصعاب والتغلب على مشاق السفر.
وأضاف أن رحلـة ابن بطوطة مصدر غني لمعرفة
الانظمـة السياسـية والاداريـة والاجتماعيـة فـي
العالم الاسلامي.
وفي بحثـه «بلاغة المحو في رحلـة ابن بطوطة»
قال الباحث المغربي عبـد النبي ذاكر ان ابن بطوطة
لم يكن يشـغله شـيء الا رحلاته فلم يذكر شيئا عن
حياته الخاصة مثل زواجه في بلدان سـافر اليها أو
زواجه في طنجة في شـمال المغرب أو توليه منصب
القضـاء كما لم يذكر شـيئا عن أولاده فـي هذا البلد
أو ذاك وربمـا ذكـر عرضـا جانبا من خبـر أولاده أو
نسـائه. وأضـاف «مسـألة الانجـاب لا تشـغله ولا
تسـتأثر بشيء من اهتمامه» لان الارتحال كان الامر
الوحيد الذي أخلص له.
وأضـاف «لا نعـرف شـيئا عن أهله وعن نسـبه.
وتنسـب أسـرته الى سـيدة تدعى فاطمة. وتتحول
فاطمـة في المشـرق – تدللا - الى بطة وتمسـي بطة
في المغرب بطوطة.»
وقـال انـه كان مصـرا «علـى بلاغـة المحـو» فيما
يخص حياتـه الخاصة بل ان هذا المحـو امتد الى ما
بعـد موته اذ ان «هـذا الرحالة العظيم يكاد لا يعرف
له مثوى.»
وبـدوره قـدم د. نـواف عبـد العزيـز الجحمـة
بحثـا تأريخيـا اجتماعيـا يرصد من خلالـه المنطقة
الجغرافيـة الممتدة من ظفـار إلى البصـرة في مطلع
القرن 8هـ/14م، وذلك من خلال مشـاهدات وأخبار
رحلـة الرحالـة الطنجي. فـي حين رصـد د. فؤاد آل
عـواد النظـرة الألمانية إلى شـمس الديـن الطنجي،
َ وتوقـف عند فرضيـة الألماني أ. د. رالـف إلغر حول
رحلة ابـن بطوطة، وهـي فرضية لهـا مزالقها. ومن
بـين الكلمـات اللطيفة والمؤثـرة في هـذا المحور تلك
الكلمـة التـي قدمهـا د. عبد السـعيد آيقـوت مترجم
رحلة ابن بطوطـة إلى اللغة التركيـة حول تجربته
مع النص. وقد اختتم هذا المحور سـليمان القرشـي
ببحث استقصائي وثبت شامل بالمؤلفات والكتابات
التي وضعت حول ابن بطوطة ورحلته.
وقـد شـهد هذا اليـوم نقاشـا رفيع المسـتوى في
الترجمة وقضاياها ومشكلاتها، وأوصى اجملتمعون
بضرورة وضـع قواميـس بالمصطلحات والأسـماء
غيـر العربيـة المسـتعملة مـن جانـب ابـن بطوطة،
وخصوصا الفارسية والتركية والأوردو.
كـرس المؤتمـر جلسـاته فـي اليـوم الثانـي
لرحـلات ابن بطوطة فـي جغرافيـات العالم القديم
الثـلاث افريقيا وآسـيا واوروبا.. وشـهد - وللمرة
الأولـى- لقـاء ضم عـددا مهمـا من مترجمـي رحلة
ابن بطوطة إلـى لغات أوروبية وآسـيوية مختلفة،
وقـد قـدم هـؤلاء شـهادات حـول تجاربهم فـي نقل
الرحلـة إلـى لغاتهـم، إذ ترجمت رحلـة ابن بطوطة
إلى نحـو 50 لغة. وقد قدم الباحثـون في هذا اليوم
نتائـج درس هـذه الرحلة في اللغـات اخملتلفة التي
ترجمـت إليهـا. وكان مـن ابـرز مـن تحدث فـي هذا
اليـوم مـن الأجانـب البروفيسـور لـي نقوانغبـين،
الـذي ترجم الرحلـة إلى الصينية، والبروفيسـورة
كلوديا تريسـو التي ترجمت الرحلة إلى الإيطالية،
والبروفيسور محمد علي موحد الذي ترجم الرحلة
إلى الفارسية، والبروفيسـور سعيد آيقوت مترجم
الرحلة إلى التركية. وقد شـكلت المداخلات واوراق
البحث التي قدمها هؤلاء مدخلا ثريا، وبالغ الأهمية
لمعرفة كيف استقبلت هذه الرحلة الكبيرة في بعض
ثقافـات العالـم، وما هـي الموضوعات التـي أثارتها
والإشكاليات التي نجمت عن ترجمتها.
واعتبـر أغلـب مترجمي رحلـة ابـن بطوطة إلى
اللغـات العالمية إنه عميـد الرحالة فـي العالم، وان
تراثـه لا يخـص بلـده المغـرب ولا العـرب وحدهـم
ولكنه ينتمي الى التراث الانساني.
وترجمـت رحلات ابن بطوطـة وعنوانها (تحفة
النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار) لنحو
50 لغة اخرها الصينية وقام بها لي قوانغبين رئيس
مركز ابن بطوطة لخدمة الترجمة والبحوث وعضو
مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
رحالة عالمي
وقـال قوانغبـين امـام المؤتمرين ان ابـن بطوطة
«سـاهم مسـاهمة جبارة في مجالات تبـادل الثقافة
بـين الصـين واللعـرب... أرى من الواجـب علينا أن
نعطـي أهمية كبـرى لابن بطوطـة ورحلته عللى كل
المسـتويات؛ الاجتماعيـة والثقافيـة والتاريخيـة
والواقعيـة... أعتبـر أن القيام بهـذه الامور لواجب
مقـدس ومسـؤولية هامـة.. أتحمـل هـذه المهمـة
التاريخيـة الكبـرى مع زملائنـا لتأسـيس علم ابن
بطوطة بميزات شرقية وصينية».
وأعلـن أنـه يخطـط لاعـادة صياغـة رحلـة ابن
بطوطة في سلسـلة كتب للاطفال وكتيبات دراسية
وسيناريو تلفزيوني وحلقات من الرسوم المتحركة
نظـرا لما تضمه رحلة ابن بطوطة من ثراء في مادتها
التاريخيـة والاجتماعيـة والدينيـة والفولكلوريـة
والعرقية والجغرافية.
وقال قوانغبين ان ابن بطوطة «كان صادقا» فيما
كتبه عن بلدان افريقيا واسيا وأوروبا قبل 700 عام
اذ قـدم «معلومـات غنيـة ووقائع الحيـاة الحقيقية
بدقـة وجديـة». ونقـل عـن الدبلوماسـي والمـؤرخ
المغربي المرموق المتخصص في علم ابن بطوطة عبد
الهادي التازي (89 عامـا) وصفه لهذه الرحلة بأنها
«أهم رحلة في تاريخ البشرية جمعاء».
وأضاف «لم تظهر على سلوك الرحالة أو تفكيره
أي شـائبة عنصرية أو تطـرف أو تمركز حول الذات
بل كان ذلك الانسان الذي ينتمي الى العالم.»
الترجمة الفارسية
واستعرض الايراني محمد علي موحد رحلته مع
ترجمة رحلـة ابن بطوطة الى الفارسـية التي بدأت
في الخمسـينيات ونشـرها عام 1958 ثم نقحها مرة
أخرى ونشرها عام 1991 مستمتعا بها نظرا لان ابن
بطوطـة بلغ بـلاد الشـرق الاقصى وأعمـاق افريقيا
وهي مناطق «بقيت مجهولة حتى بعد مئات الاعوام
للكثيـر من أبنـاء البشـرية... كان مزيجـا من الملاك
والشـيطان» اضافة الى عنـاده وصلابته في ركوب
الصعاب والتغلب على مشاق السفر.
وأضاف أن رحلـة ابن بطوطة مصدر غني لمعرفة
الانظمـة السياسـية والاداريـة والاجتماعيـة فـي
العالم الاسلامي.
وفي بحثـه «بلاغة المحو في رحلـة ابن بطوطة»
قال الباحث المغربي عبـد النبي ذاكر ان ابن بطوطة
لم يكن يشـغله شـيء الا رحلاته فلم يذكر شيئا عن
حياته الخاصة مثل زواجه في بلدان سـافر اليها أو
زواجه في طنجة في شـمال المغرب أو توليه منصب
القضـاء كما لم يذكر شـيئا عن أولاده فـي هذا البلد
أو ذاك وربمـا ذكـر عرضـا جانبا من خبـر أولاده أو
نسـائه. وأضـاف «مسـألة الانجـاب لا تشـغله ولا
تسـتأثر بشيء من اهتمامه» لان الارتحال كان الامر
الوحيد الذي أخلص له.
وأضـاف «لا نعـرف شـيئا عن أهله وعن نسـبه.
وتنسـب أسـرته الى سـيدة تدعى فاطمة. وتتحول
فاطمـة في المشـرق – تدللا - الى بطة وتمسـي بطة
في المغرب بطوطة.»
وقـال انـه كان مصـرا «علـى بلاغـة المحـو» فيما
يخص حياتـه الخاصة بل ان هذا المحـو امتد الى ما
بعـد موته اذ ان «هـذا الرحالة العظيم يكاد لا يعرف
له مثوى.»
وبـدوره قـدم د. نـواف عبـد العزيـز الجحمـة
بحثـا تأريخيـا اجتماعيـا يرصد من خلالـه المنطقة
الجغرافيـة الممتدة من ظفـار إلى البصـرة في مطلع
القرن 8هـ/14م، وذلك من خلال مشـاهدات وأخبار
رحلـة الرحالـة الطنجي. فـي حين رصـد د. فؤاد آل
عـواد النظـرة الألمانية إلى شـمس الديـن الطنجي،
َ وتوقـف عند فرضيـة الألماني أ. د. رالـف إلغر حول
رحلة ابـن بطوطة، وهـي فرضية لهـا مزالقها. ومن
بـين الكلمـات اللطيفة والمؤثـرة في هـذا المحور تلك
الكلمـة التـي قدمهـا د. عبد السـعيد آيقـوت مترجم
رحلة ابن بطوطـة إلى اللغة التركيـة حول تجربته
مع النص. وقد اختتم هذا المحور سـليمان القرشـي
ببحث استقصائي وثبت شامل بالمؤلفات والكتابات
التي وضعت حول ابن بطوطة ورحلته.
وقـد شـهد هذا اليـوم نقاشـا رفيع المسـتوى في
الترجمة وقضاياها ومشكلاتها، وأوصى اجملتمعون
بضرورة وضـع قواميـس بالمصطلحات والأسـماء
غيـر العربيـة المسـتعملة مـن جانـب ابـن بطوطة،
وخصوصا الفارسية والتركية والأوردو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق