الخميس، 2 أبريل 2015

تفاحة آدم ليست تفّاحة

تفّاحة آدم هل هي تفّاحة؟ لا احد يعرف. لا التوراة ولا القرآن اتيا على سيرة الثمرة. ففي التوراة اسم الشجرة: شجرة معرفة الخير من الشرّ" وفي القرآن اسم الشجرة " شجرة الخلد وملك لا يبلى". ولكن من اين تسرّبت التفاحة الى الخطيئة؟ من حمّل التفّاحة وزر السقوط من عالم الكمال الى عالم النقص؟ لا يخلو اسم الشجرة سواء في التوراة او القرآن من لفتة باهرة. التوراة يقول انها شجرة المعرفة القرآن لم ينظر الى المعرفة وانما الى الخلود والسلطان. الخلود قوة السلطان قوة والمعرفة ، أيضا، قوّة. وهل يركب العالم على ظهر العرب اليوم لولا " المعرفة"؟ يقال ان التفاحة وصلت الى شجرة الجنّة عبر الترجمة. الترجمة خائنة. والصوت خائن. ما هي الخيانة التي ربطت التفاحة بآدم؟ في مجلة " Le monde des religions"K ، عدد 61، ملفّ بعنوان "الأطعمة المحرمة" بعض الجواب. في القرن الرابع الميلادي تمّ نقل التوراة الى اللغة اللاتينية، ووردت كلمة "mali" وهي ترجمة لكلمة الشرّ، في ترجمة العبارة التالية :" معرفة الخير من الشرّ: lignum scienta bono et mali" ولكن كلمة mali من malum اللاتينية. شاء حظّ التفاح السيء ان تكون للكلمة دلالتان: الشرّ والتفّاح. فاحت رائحة التفاح من كلمة الشرّ. حصل التباس، وطال أذهان الناس، ونمت شجرة التفاح بدلا من شجرة الشرّ. في كلّ اللغات جناس صوتي او مرئيّ. والجناس يغيّر أقدار الدلالات، يرفع كلمات ويهبط بكلمات . لو لم يكن التفاح والشرّ له لفظ واحد في اللاتينيّة هل كان للتفاح كلّ هذا الحضور؟ لولا الترجمة لما فكّر ربما ستيف جوبز ان يختار التفاحة المقضومة شعارا لشركته البديعة. الترجمة خائنة وضحاياها كثيرون. كل تفاحة وانتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق