لا يمكننا أن نصدّق الصور الا اذا كنا سذّجاً.
الصورة تملك من المكر ما لا تملكه الكلمة.
والكلمة في أي حال يمكن لها أن تتواطأ مع الصورة أو تقوم بدور آخر هو كشف ألاعيب الصور.
ماذا تقول الصورة؟
لا شيء.
حين تقول الصورة الشيء وعكسه فهذا يعني انه لا يمكن حمل الوانها على محمل الجدّ.
من يعطي الصورة معنى؟
الصورة طمّاعة لا تكتفي بمعنى واحد.
في جعبتها عدد كبير من المعاني.
وما أسهل اللعب بالصور حتّى قبل برنامج فوتوشوب.
الصورة لها معنى معزول، معنى أعزل، ولكن القابض على الصورة هو الذي يزودها بالسلاح عبر التعليق عليها او وصفها.
الوصف يبلبل العيون، يلعب بدلالاتها.
التعليق هو السياق الذي يؤطر الصورة.
فقد يأتيك شخص بصورة من احد افلام الرعب ، ويضع تحتها صورة من عالم الواقع، ويحدد مكانا جغرافيا ، وزمانا محددا. هكذا ببضع كلمات يغيّر ردّ فعلك، يلعب بردّ فعلك، يتحكم بسلوكك كما يتحكم ريموت كونترول بقنوات التلفزيون او كما تتحكم اصابعك على لوحة المفاتيح بالكلمات.
صور كثيرة تتناقلها وسائل الأعلام او مواقع التواصل ، صور لا تعرف قرعة أبيها من أين.
صور كاللقطاء يريدون منك ان تتبنّاها وترعاها وتكفل انتشارها من خلال كلمات تظنّ انها تخرج من شفتيك لأنك تراها تخرج من شفتيك
بعد عملية غسل ممنهج لعينيك ودماغك واحاسيسك ومشاعرك.
كيف تعرف كلماتك الحقيقية من كلماتك المزيفة؟
كيف تعرف انهم تعاملوا معك كما تعاملوا بالصورة بعد ان لعبوا بسياقاتك الذاتية وأبدلوها بسياقات هي ليست أكثر من طريق يشقونه لتعبره الى حيث يريدون لك ان تذهب.
خذ حذرك مما ترى ، وخذ حذرك مما تسمع، وخذ حذرك مما تظنه رأيك الشخصيّ.
امكر المكر ان يقنعك الماكر ان رأيه هو رأيك الشخصيّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق